×

الطريق المسكون

الطريق المسكون

الفصل الأول: البداية الغامضة

في إحدى الليالي المظلمة والعاصفة، كان “سعيد” يقود سيارته عائدًا إلى قريته الصغيرة بعد يوم عمل شاق في المدينة. اختار طريقًا مختصرًا يعبر من خلال غابة مهجورة، رغم تحذيرات أهالي القرية عن هذا الطريق. كان الطريق يُعرف باسم “طريق الأرواح”، حيث قيل إن أشخاصًا كثيرين اختفوا هناك ولم يُعثر عليهم أبدًا.

بينما كان سعيد يقود في الظلام، بدأت الرياح تعصف بشدة، وأوراق الأشجار تتطاير كالأشباح في الهواء. فجأة، انطفأت أنوار سيارته لبضع لحظات، مما جعله يشعر بقشعريرة تسري في جسده. عندما عادت الأنوار للعمل، ظهرت أمامه على جانب الطريق امرأة ترتدي ثوبًا أبيض، تشير إليه بيدها لتطلب المساعدة.

سعيد (بصوت متردد): م… ماذا تفعل امرأة هنا في هذا المكان الموحش؟

تردد للحظة، لكنه قرر التوقف ومساعدتها. فتح النافذة وسألها:

سعيد: هل تحتاجين إلى مساعدة؟

المرأة (بصوت هادئ ومخيف): نعم، سيارتي تعطلت في الغابة. هل يمكنك إيصالني إلى أقرب مكان مأهول؟

رغم شعور سعيد بعدم الارتياح، سمح لها بالصعود إلى السيارة. كانت تجلس بصمت، ووجهها شاحب وعيناها لا تتحركان.

الفصل الثاني: الطريق المظلم

بينما كان يقود، حاول سعيد كسر الصمت:

سعيد: ما الذي كنتِ تفعلينه هنا في هذا الوقت المتأخر؟

المرأة (بصوت منخفض): كنت أزور قبر أحد أحبائي.

ازدادت الرياح قوة، وبدا أن الضباب بدأ يغطي الطريق. فجأة، توقفت السيارة عن العمل. حاول سعيد تشغيلها مجددًا، لكن المحرك لم يستجب.

سعيد (بقلق): يبدو أن السيارة تعطلت. سأخرج لأتفقدها.

خرج سعيد ليفحص المحرك، تاركًا المرأة داخل السيارة. وبينما كان ينحني لفحص المحرك، سمع صوتًا هامسًا خلفه يقول: “لا تنظر خلفك”. تجمد في مكانه للحظة، ثم التفت بسرعة ليرى أن المرأة لم تعد في السيارة.

الفصل الثالث: الحقيقة المروعة

بحث سعيد حول السيارة، لكنه لم يجد أي أثر للمرأة. شعر بالخوف والارتباك وقرر العودة إلى السيارة. عندما جلس خلف المقود، وجد ورقة على المقعد بجانبه مكتوبًا عليها: “لن تغادر هذا المكان حيًا.”

حاول سعيد تشغيل السيارة مرة أخرى، وفجأة اشتغلت المحرك. قاد بسرعة جنونية محاولًا الخروج من الطريق المسكون. بينما كان يقود، رأى المرأة مجددًا تقف في منتصف الطريق. ضغط على الفرامل بقوة، لكنه لم يستطع التوقف في الوقت المناسب. وعندما اصطدم بها، اختفت المرأة وكأنها لم تكن هناك أبدًا.

سعيد (يصرخ): ماذا يحدث هنا؟!

الفصل الرابع: النجاة المشروطة

استمر سعيد في القيادة حتى وصل إلى نهاية الطريق. عندما اقترب من مدخل قريته، شعر براحة غامرة، لكنه فوجئ بشيء مكتوب على مرآة السيارة الداخلية بدماء: “لقد تجاوزت الاختبار. لن أؤذيك هذه المرة.”

توقف سعيد عند أول منزل في القرية، وهرع إلى الداخل ليخبر أهل البيت بما حدث. استمعوا له بذهول، وأخبروه أن “طريق الأرواح” كان بالفعل ملعونًا، وأن من ينجو منه يعتبر محظوظًا.

ومنذ ذلك اليوم، أقسم سعيد ألا يسلك هذا الطريق مرة أخرى، وأصبح يحذر الجميع من الاقتراب منه.

إرسال التعليق